سابقًا قبل ظهور الإنترنت كان المتداولون يعتمدون بشكل أساسي على الخبرة البشرية وعلى التغطية الإعلامية والمحللين لاتخاذ قرارات الشراء والبيع بالأسهم
أما اليوم في العصر الرقمي سريع الخطى، يتراجع دور المحللين البشريين والتغطيات الإعلامية و تتقدم التكنولوجيا بمعدل غير مسبوق، وفي طليعة هذا التطور تأتي تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحدث الثورة في سوق الأوراق المالية في تغيير طريقة تداول المستثمرين
أصبح الذكاء الاصطناعي قوة تحولية في مختلف الصناعات، و إحدى الصناعات التي شهدت تقدمًا كبيرًا بفضل الذكاء الاصطناعي هو تداول الأسهم، سنناقش في هذه المقالة هذا الأثر وكيف غير من حياة متداولين الأسهم
من ساعات الى دقائق
في الماضي، كان يقضي المتداولين ساعات في تحليل الرسوم البيانية والتقارير المالية واتجاهات السوق ، الآن يتمكن الذكاء الاصطناعي من معالجة هذه البيانات بسرعة أكبر وفي نفس الوقت يمكنه التعرف بسرعة على الأنماط والاتجاهات التي قد يفوتها البشر ، مما يتيح للمتداولين اتخاذ قرارات تستند على معلومات دقيقة ومحدثة
ليس فقط في البيانات، حتى في المشاعر
يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP) تحليل المقالات الإخبارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر الأخرى لقياس معنويات السوق. ومن خلال فهم المشاعر العامة تجاه الأسهم الفردية أو السوق بشكل عام، يمكن للمستثمرين اتخاذ القرارات وربما استغلال أوجه القصور في السوق.
يحلل، يراقب، ينفذ
يستخدم الذكاء الاصطناعي تقنيات تحليل البيانات لتحديد المخاطر المحتملة في تداول الأسهم و يمكن أن يتضمن ذلك التحليل الإحصائي والتحليل الفني للأسعار والمؤشرات المالية
كما أنه قادر على مراقبة الأحداث والأنشطة المتعلقة بالأسواق وتحليلها بشكل مستمر لاكتشاف أي تغيرات غير عادية أو مخاطر محتملة و يتم إصدار إشارات تنبيه وتحذيرات في الوقت المناسب للمتداولين لاتخاذ إجراءات مناسبة، وتنفيذ التدابير، وتحديد مستويات وقف الخسارة للصفقات المفتوحة
يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك
إلى اتخاذ قرار الشراء والبيع بشكل تلقائي دقيق من خلال الانظمة والبرامج التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات التداول، يمكن أن تشمل هذه القرارات شراء أو بيع الأسهم في نقاط زمنية محددة أو استخدام تقنيات التداول الأخرى مثل التحوط (Hedging) والتنويع (Diversification)
كيف سيؤثر الذكاء الاصناعي على حياة المتداولين ؟
متداول بدون خوف وجشع
يمكن أن تؤدي المشاعر الإنسانية إلى تحريف الحكم وتؤدي إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية عند تداول الأسهم. الخوف والجشع والاستجابات العاطفية الأخرى قد تؤثر على القرارات المتخذة خلال تداول الأسهم وتؤدي إلى أخطاء مكلفة. يتخذ الذكاء الاصطناعي قرارات دون أي مشاعر مرتبطة بها ويعتمد فقط على البيانات والقواعد المحددة مسبقًا - وهذا يزيل التداخل العاطفي ويساعد المتداولين على الالتزام باستراتيجياتهم حتى أثناء ظروف السوق المتقلبة
متداول بقرارت استثمارية أفضل
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين دقة قرارات التداول وزيادة الكفاءة بتحليل البيانات بشكل أكثر دقة وسرعة من الإنسان، ويمكنه الكشف عن أنماط وتوجيهات قد لا تكون ظاهرة بوضوح للمتداولين مما يحسن من أداءهم وفي تحقيقهم لنتائج أفضل في التداول
متداول بدون عناء الجهد و والوقت
من الذكاء الاصطناعي يمكن للمتداولين توفير الكثير من الوقت والجهد في تحليل البيانات ومتابعة الأسواق، حيث أنه يتمتع بالقدرة على معالجة كميات هائلة من المعلومات بسرعة فائقة، مما يمكن المتداولين من الوصول إلى معلومات مهمة وتحليلات دقيقة بشكل أسرع وأكثر فعالية
بشكل عام، كان تداول الأسهم قبل الذكاء الاصطناعي يعتمد على الخبرة البشرية والعمليات اليدوية، و كانت عملية صنع القرار أبطأ، و القدرة على تحليل كميات هائلة من البيانات في محدودة. لقد قدم الذكاء الاصطناعي قدرات متقدمة لتحليل البيانات، والأتمتة، واتخاذ القرارات بشكل أسرع، مما يعزز كفاءة وفعالية استراتيجيات تداول الأسهم و بلاشك لا يخلو من التحديات التي تحتاج إلى تنظيمات وتشريعات